قصة طريفة منصوص عليها فى كافة كتب التاريخ الأكاديمية، وذكرها أبراهيم عيسى فى كتاباته وفى الأعلام المرئى. وترجع هذه القصة لأواخر دولة المماليك فى مصر وقـت أن كان قنصوة الغورى والى مصر. حال فتح العثمانيين القسطنطينية، خاف باب الفاتيكان على مملكته الكاثولوكية فى أوروبا (وقت أن كانت أوروبا تحكم من قبل رجال الدين الميسحى الكاثوليكى وهذا العصر يعرف عندهم بعصور الظلام) من العثمانيين نظرا لما هو معروف عنهم بشدة البأس فى الحرب. وعلى أثر ذلك، أرسل البابا تاجر سلاح للحاكم المصرى قنصوة الغورى يعرض عليه بيع أسلحة جديدة مثل مدفع ومسدس البارود نظرا لماهو معروف عن المصريين بشدة البأس فى الحرب أيضا ليستطيعوا مواجهة العثمانيين ووقف تقدمهم إلى أوروبا. أعجب قنصوة الغورى والمصريين بهذه الأسلحة وبعرض بيعها بالأجل، ولكنهم رفضوها بحجة أنها مغايرة للأسلحة التى كان يحارب بها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم وهى السيف والحرباء وغيره. عقب ذلك، عاد تاجر السلاح لأوروبا ودخل المصريين فى الحرب فى مواجهة العثمانيين، وأنتصر العثمانيين ودخلت مصر فى ثبات عميق لمدة أربعة قرون. فى خلال الأربعة قرون، أستطاعت أوروبا التخلص من الحكم الدينى والخروج من عصر الظلمات وانتقلت للحكم المدنى والأهتمام بالعلم بل استطاعت إقامة نظم ديمقراطية سياسية تقوم على أن يحكم الشعب نفسه بنفسه. والأكثر من ذلك، أستغلت نظام الوراثة فى الدولة العثمانية لإضعافها، على سبيل المثال استطاعت بعض الدول الأوروبية أنتزاع الكثير من المزايا لنفسها عندما وعدت الخليفة العثمانى بالقضاء على الثورة العرابية فى مصر، لأنها أحست بخطر هذه الثورة نظرا لأنه كان من أحد مطالب عرابى إقامة حياة ديمقراطية سليمة على النسق الأوروبى. وبالفعل أصدر الخليفة العثمانى مرسوم (ديكريتو) بعصيان عرابى وطبعا لأن المصريين متدينين أنفضوا من حول عرابى فأنهزم فى بلبيس شرقية ودخل الجيش الأنجليزى مصر لحماية الحكم العثمانى الذى استمر حتى الحرب العالمية الأولى وانقضاء الدولة العثمانية والتى كانت تسمى آنذاك رجل أوروبا المريض.
الخلاصة والدرس الهام من هذه القصة الثابتة تاريخيا، ماذا تريد الأحزاب الدينية الآن من مصر هل تريدها تتبع السلف الصالح بأسلوب قنصوة الغورى، أم تريد الوصول للحكم وتوريثه مثل العثمانيين؟ أم أنها تريد أن تكون مثل أوروبا أن تحكم على مجموعة مبادئ دينية؟ الأجابة على هذا السؤال سهلة على الأحزاب الدينية إذا كانت نيتها سليمة وصادقة من أجل مصر، ولكن صمتها عن الأجابة وعدم تقديم رؤيتها للمستقبل حقيقى مصيبة بكل المعانى
الخلاصة والدرس الهام من هذه القصة الثابتة تاريخيا، ماذا تريد الأحزاب الدينية الآن من مصر هل تريدها تتبع السلف الصالح بأسلوب قنصوة الغورى، أم تريد الوصول للحكم وتوريثه مثل العثمانيين؟ أم أنها تريد أن تكون مثل أوروبا أن تحكم على مجموعة مبادئ دينية؟ الأجابة على هذا السؤال سهلة على الأحزاب الدينية إذا كانت نيتها سليمة وصادقة من أجل مصر، ولكن صمتها عن الأجابة وعدم تقديم رؤيتها للمستقبل حقيقى مصيبة بكل المعانى
الجمعة 10 أغسطس 2012, 9:27 pm من طرف أ رضا السيد
» الفرق نقطة
الجمعة 10 أغسطس 2012, 7:43 pm من طرف أ رضا السيد
» فضل القران الكريم
الخميس 09 أغسطس 2012, 9:35 pm من طرف أ رضا السيد
» عشر نصائح كي تصبح فاشلاً
الخميس 09 أغسطس 2012, 9:33 pm من طرف أ رضا السيد
» فتاوى رمضانية
الإثنين 23 يوليو 2012, 7:02 am من طرف Amira ahmed
» الاعتكاف وفضله
الإثنين 23 يوليو 2012, 7:01 am من طرف Amira ahmed
» ليلة القدر وفضلها
الإثنين 23 يوليو 2012, 7:00 am من طرف Amira ahmed
» مباحات الصيام
الإثنين 23 يوليو 2012, 6:59 am من طرف Amira ahmed
» اداب الصيام
الإثنين 23 يوليو 2012, 6:58 am من طرف Amira ahmed
» الايام المنهى عن صيامها
الإثنين 23 يوليو 2012, 6:56 am من طرف Amira ahmed
» صيام التطوع
الإثنين 23 يوليو 2012, 6:54 am من طرف Amira ahmed
» ما يبطل الصيام
الإثنين 23 يوليو 2012, 6:53 am من طرف Amira ahmed
» الصيام وحكمه
الإثنين 23 يوليو 2012, 6:52 am من طرف Amira ahmed
» الصيام ومعناه
الإثنين 23 يوليو 2012, 6:50 am من طرف Amira ahmed
» فضل القران الكريم
الإثنين 09 يوليو 2012, 8:13 am من طرف Amira ahmed